Admin Admin
عدد المساهمات : 125 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 27/07/2011
| موضوع: هل تريد ان تكون قريبا من النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؟ السبت يوليو 13, 2013 1:02 am | |
| هل تُريد أنْ تَكُونَ قَرِيباً مِنَ النبيّ صَلّى الله عَلَيْه وَسَلّم يَوْمَ القِيَامَة ؟!
الحمد للّه الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه، وأدّب نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم فأحسن تأديبه، وبعد:
فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصدّيقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات، وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم:4].
وحُسن الخلق يوجب التحابّ والتآلف، وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد والتدابر.
وقد حثّ النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجَمَع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النّاس الجَنّة، تَقْوَى اللّه وَحُسْن الخُلق }
[رواه الترمذي والحاكم].
وحُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكفّ الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلامٍ حَسَن، ومُدارةٍ للغضب، واحتمال الأذى.
وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: { يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟ قال: { تَصِلُ مَنْ قَطَعَك، وَتَعْفُو عَمّن ظَلَمَك، وتُعْطِي مَنْ حَرَمَك}
[رواه البيهقي].
وتأمل - أخي الكريم - الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: { إنّ الرّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِم }
[رواه أحمد].
وعدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكْمَلُ المُؤْمِنينَ إيِمَاناً أحْسَنُهُم خُلُقاً }
[رواه أحمد وأبوداود].
وانظر إلى هذا الحديث العظيم الجامع:
{ أحَبُّ النّاسِ إلى اللّهِ أنْفَعُهم، وَأحَبُّ الأعْمَالِ إلى اللّهِ عَزّ وَجَلّ، سُرورٌ تُدْخِلَه عَلَى مُسْلِم، أوْ تَكْشِفَ عَنْه كُرْبَة، أوْ تَقْضِي دَيْناً، أوْ تَطْرُدَ عَنْهُ جُوعاً، وَلَئِنْ أمْشِي مَعَ أخِي المُسْلِم في حَاجَةٍ أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أعْتَكِفَ في المَسْجِد شَهْراً }
[رواه الطبراني].
فالمسلم مأمورٌ بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام: { وَالْكَلِمَة الطّيْبَة صَدَقَة } [متفق عليه].
بل وحتى التبسّم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر: { وتَبَسّمُك في وَجْهِ أخِيك صَدَقة } [رواه الترمذي ].
والتوجيهات النبوية في الحث على حسن الخلق واحتمال الأذى كثيرة معروفة، وسيرته صلى اللّه عليه وسلم نموذج يُحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين، ومع جهلتهم، بل وحتى مع الكافر، قال تعالى: { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [المائدة:8].
وقد جُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة، فاعرفها - أخي المسلم - وتمسَّك بها، وهي إجمالاً:
أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.
أخِي المُسْلِم:
إنها مناسبة كريمة أن تحتسب أجر التحلّي بالصفات الحسنة، وتقود نفسك إلى الأخذ بها وتجاهد في ذلك، واحذر أن تدعها على الحقد والكراهة، وبذاءة اللسان، وعدم العدل والغيبة والنميمة والشح وقطع الأرحام. وعجبت لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم مجيباً داعي اللّه، ولا يغسل قلبه مرة في السنة ليزيل ما علق به من أدران الدنيا، وسواد القلب، ومنكر الأخلاق!
واحرص على تعويد النفس كتم الغضب، وليهنأ من حولك مِن: والدين، وزوجة وأبناء، وأصدقاء، ومعارف، بطيب معشرك، وحلو حديثك، وبشاشة وجهك، واحتسب الأجر في كل ذلك.
وعليك - أخي المسلم - بوصية النبي صلى اللّه عليه وسلم الجامعة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: { اتقّ اللّهَ حَيْثُما كُنْت، وأَتْبِعِ السّيْئَةَ الحَسَنَة تَمْحُها، وَخَالِقِ النّاسَ بِخُلقٍ حَسَنْ }
[رواه الترمذي].
جعلنا اللّه وإياكم ممن قال فيهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم: { إنّ أقْرَبَكُمْ مِنّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَة أحْسَنُكُمْ أخْلَاقاً }
[رواه أحمد والترمذي وابن حبان].
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة، اللهم حسِّن أخلاقنا وجَمِّل أفعالنا، اللهم كما حسَّنت خَلْقنا فحسن بمنِّك أخْلاقنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى اللّه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
| |
|